الحمد لله حمداً حمداً... والشكر له شكراً شكراً...
الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر عدد ما ذكر الله ذاكرٌ وكبّر.. الله أكبر عدد ما حمد الله حامد وشكر.. الله أكبر ما سطع فجر الإسلام وأسفر.. الله أكبر كلما لبّى حاج وكبّر.. والحمد لله على نعمائه التي لا تحصر وعلى آلائه التي لا تقدر والحمد لله جعل يوم العيد فرحاً وبشراً وثواباً فهو في كل سنة يتكرر.
وأشهد أن لا إله إلا الله كل شيء عنده بأجل مقدَّر.. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أنصَحُ من دعا إلى الله وبشَّرَ وأنذر... صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم المحشر ....أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعه، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [سورة التوبة: 119].
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
لَقَد شَرَعَ اللهُ لَنَا - مَعشَرَ المُسلِمِينَ - في سَابِقِ أَيَّامِنَا ولاحِقِهَا عِبَادَاتٍ جَلِيلَةً، وَجَعَلَ لَنَا شَعَائِرَ عَظِيمَةً،، وَلَقَد حَثَّنَا تَعَالى وَحَضَّنَا عَلَى تَعظِيمِها، وَجَعَلَ ذَلِكَ عَلامَةً عَلى تَقوَى القُلُوبِ فَقَالَ سُبحَانَهُ: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقوَى القُلُوبِ)، وَفي إِضَافَةِ التَّقوَى إِلى القُلُوبِ بَيَانُ أَنَّهَا مَحَلُّهَا وَمَنشَأُهَا، وَكَفَى بِهَذَا حَثًّا عَلى إِصلاحِهَا وَالاهتِمَامِ بها؛ قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "التَّقوَى هَاهُنَا" وَأَشَارَ إِلى صَدرِهِ، وَقَالَ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ-: "أَلا وَإِنَّ في الجَسَدِ مُضغَةً إِذَا صَلَحَت صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ القَلبُ".
فلنحرص على صلاح قلوبنا وإزالة ما فيها من شوائب.. فإنها دليل ومُعين على صلاح الظاهر.. ومن أعظم ما يصلح القلوب بل هو أوجب الواجبات....توحيدُ الله جل وعلا.. قال الخالق سبحانه: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون... نعم التوحيد هو أساس الأمن والسعادة.. قال سبحانه: الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون.. ولم يلبسوا أي يخلطوا إيمانهم بشرك كما فسرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
وفي الصحيح أيضا دخل أعرابي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل إذا عملتُه دخلتُ الجنة...قال تعبد الله ولا تشرك به شيئا.. وتقيمَ الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصومَ رمضان...قال الأعرابي: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا ولا أنقص...فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم. من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا....وفي رواية فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم أفلح إن صدق.. رواه البخاري... للهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ
وَمِن شَعَائِرِ اللهِ المُعَظَّمَةِ مَا شَرَعَهُ تَعَالى لَنَا في هَذَا اليَومِ مِن هَذِهِ الصَّلاةِ العَظِيمَةِ، وَمَا يَتلُوهَا من ذَبحِ الضَّحَايَا وَنَحرِهَا، قَالَ سُبحَانَهُ: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانحَرْ ﴾ [الكوثر: 2].
وَعَن البَرَاءِ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قَالَ: خَطَبَنَا النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- يَومَ النَّحرِ فَقَالَ: "إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبدَأُ بِهِ في يَومِنَا هَذَا أَن نُصَلِّيَ ثُمَّ نَرجِعَ فَنَنحَرَ، فَمَن فَعَلَ ذَلِكَ فَقَد أَصَابَ سُنَّتَنَا...". مُتَّفَقٌ عَلَيهِ......أَلا فَضَحُّوا -أَيُّهَا المُسلِمُونَ- شُكرًا للهِ وَاقتِدَاءً بِسُنَّةِ نَبِيِّكُم، وَكُلُوا مِن ضَحَايَاكُم وَأَهدُوا وَتَصَدَّقُوا وَادَّخِرُوا، وَاختَارُوا مِنَ الضَّحَايَا أَطيَبَهَا وَأَسمَنَهَا وَأَغلاهَا ثَمَنًا وَأَجمَلَهَا، فَإِنَّ اللهَ تَعَالى طَيِّبٌ لا يَقبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، سَمُّوا اللهَ وَكَبِّرُوا، ومَن كَانَ مُحسِنًا لِلذَّبحِ فَلْيُبَاشِرْهُ بِنَفسِهِ، وَمَن كَانَ لا يُحسِنُ فَلْيَحضُرْ ذَبِيحَتَهُ، أَخلِصُوا للهِ وَاطلُبُوا مَا عِندَهُ فَـ﴿ لَن يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقوَى مِنكُم ﴾ [الحج: 37]....
وَإِيَّاكُم وَالمَعِيبَةَ بِأَحَدِ عُيُوبٍ أَربَعَةٍ عَدَّهَا إِمَامُكُم -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ- فَقَالَ: "أَربَعٌ لا يُجزِينَ في الأَضَاحِي: العَورَاءُ البَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالمَرِيضَةُ البَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالعَرجَاءُ البَيِّنُ ظَلْعُهَا، وَالعَجفَاءُ الَّتي لا تُنقِي". رَوَاهُ أَحمَدُ وَأَصحَابُ السُّنَنِ وَصَحَّحَهُ الألبانيُّ..... وَاعلَمُوا أَنَّهُ لا يُجزِئُ مِنَ الإِبِلِ إِلاَّ مَا تَمَّ لَهُ خَمسُ سِنِينَ، وَلا مِنَ البَقَرِ إِلاَّ مَا تَمَّ لَهُ سَنَتَانِ، وَلا مِنَ المَعزِ إِلاَّ مَا تَمَّ لَهُ سَنَةٌ، وَلا مِنَ الضَّأنِ إِلاَّ مَا تَمَّ لَهُ سِتَّةُ أَشهُرٍ، وَالشَّاةُ الوَاحِدَةُ تُجزِئُ عَنِ الرَّجُلِ وَأَهلِ بَيتِهِ، وَلا يُبَاعُ مِنهَا شَيءٌ وَلا يُعطَى الجَزَّارُ أُجرَتَهُ مِنهَا، وَوَقتُ الذَّبحِ مُمتَدٌّ مِن بَعدِ صَلاةِ العِيدِ إِلى غُرُوبِ شَمسِ اليَومِ الثَّالِثِ مِن أَيَّامِ التَّشرِيقِ، وَيَحرُمُ صِيَامُ أَيَّامِ التَّشرِيقِ، فَكُلُوا فِيهَا وَاشرَبُوا، وَعَظِّمُوا شَعَائِرَ اللهِ بِالإِكثَارِ مِن ذِكرِهِ بِالتَّكبِيرِ وَالتَّهلِيلِ وَالتَّحمِيدِ، في أَدبَارِ الصَّلوَاتِ وَفي جَمِيعِ الأَوقَاتِ، وَبَرُّوا وَالِدِيكُم، وَأَحسِنُوا إِلى جِيرَانِكُم وَفُقَرَائِكُم، وَاجتَنِبُوا المَعَاصِيَ والمُنكَرَاتِ، جَمِّلُوا عِيدَكُم بِإِفشَاءِ السَّلامِ وَإِطعَامِ الطَّعَامِ وَصِلَةِ الأَرحَامِ، تَصَافَحُوا وَتَصَالَحُوا، وكونوا إِخوَانًا مُتَحَابِّينَ: ﴿ وَاذكُرُوا نِعمَةَ اللهِ عَلَيكُم وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلتُم سَمِعنَا وَأَطَعنَا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [المائدة: 7].
...تقبل الله منا ومنكم صالح العمل.. ورزقنا وإياكم شكر النعمة.. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم..
الحمد لله معيد الجمع والأعياد.. وجامع الناس ليوم لاريب فيه.. إن الله لا يخلف الميعاد.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولاند ولا مضاد.. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل العباد...صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم المعاد. وسلم تسليماً كثيراً...
أما بعد:
فيا عباد الله، اتقو الله تعالى.. ﴿... وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ﴾ [سورة النساء: 131].
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله... الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
الأعمال بالخواتيم، فلا ننقض غزلنا أنكاثاً.. وأي عبادة ختمت باستغفار فهي أحرى بالقبول...ومن علامات قبول الطاعة أن توصل بطاعة أخرى...
... وسنة التكبير باقية إلى غروب شمسِ يوم الثالث عشر...
قَالَ مَالِكٌ: وَيُكَبِّرُ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ وَالْعَبِيدُ وَالصِّبْيَانُ وَأَهْلُ الْبَادِيَةِ وَالْمُسَافِرُونَ وَكُلُّ مُسْلِمٍ صَلَّى فِي جَمَاعَةٍ، أَوْ وَحْدَهُ، وَتُسْمِعُ الْمَرْأَةُ نَفْسَهَا التَّكْبِيرَ، كَانَتْ فِي الْمَسْجِدِ، أَوْ فِي بَيْتِهَا.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله... الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
تَذَكَّرنَ -يَا نِسَاءَ المُؤمِنِينَ- قَولَ الحَبِيبِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا صَلَّتِ المَرأَةُ خَمسَهَا، وَصَامَت شَهرَهَا، وَحَصَّنَت فَرجَهَا، وَأَطَاعَت زَوجَهَا، قِيلَ لها: ادخُلِي الجَنَّةَ مِن أَيِّ أَبوَابِ الجَنَّةِ شِئتِ".
﴿ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ احذرن القنوات والفضوائية ومواقع التواصل الإجتماعي ففيها الحسن وفيها القبيح وفيها مالا يرضى الله ورسوله وفيها ما يكون عونا لكن على الخير والمعرفة .
لا تسرق هذه الأجهزه وقتكن فتقصرن مع أزواجكن أو تربية أبنائكن واعلمن أن أنه يكاد بكن ويسعى لتغريبكن فتارة يطالبون
اعداء الملة نزع الحجاب وتارة بنزع الولاية وتارة بالسفر بلا محرم وهذا الحرب على الإسلام وهذا لا يخفى على كل عاقل لبيب بحجج واهية فمرة بإسم حقوق الإنسان وتارة بإسم المسواة بين الجنسين .
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله... الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]..
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن بقية الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم أعزَّ دينك وأعلِ كلمتك، وانشر على العباد رحمتك، اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا، واحفظنا وذرياتنا بحفظك، وأصلح قلوبنا وأعمالنا واجعلنا جميعا ووالدينا من أهل الجنة، اللهم احْقِنْ دماء المسلمين، وأصلح أحوالهم وولِّ عليهم الصالحين الأخيار، واكفهم شرَّ المفسدين والفجار، اللهم انصر جنودنا المرابطين على حدود بلادنا ثبِّت أقدامَهم وسدِّد رميهم واجمع على الحق كلمتهم وانصرهم على الحوثيين ومن ناصرهم اللهم لال تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا دينا إالا قضيته ولا مريضا إلا شفيته اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا اللهم اجلنا واجعلهم هداة مهتدين غير ضارين ولا مضرين يارب العالمين اللهم لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا كمن لدنك رحمة إنك أنت الوهاب .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين